وصف الكتاب:
ما زلت أذكر أول بيت شعر كتبته وأنا في الصف الأول الإعدادي:
سيذكرني قومي إذا جَدّ جِدُّهُمُ وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتَقَدُ البَدْرُ
حين دخل المدرّس، سأل عمّن كتبه، وكان السؤال بلهجةٍ عصبيةٍ، تُوحي بأنّه يريد عقابي، وهنا تطوّع بعض التلاميذ بالإخبار عني كمتّهمٍ أو مرتكبِ جريمةٍ، وعندها طلب الأستاذ مني الخروج، وألحّ عليّ في ذلك، وقد انتابني شعور بأن عقاباً كبيراً بانتظاري جراء ما فعلت، فإذا به يحييني أمام تلاميذ الفصل، قائلاً لهم: "أتنبّأ لمحمد مندي بمستقبلٍ باهرٍ، ولخطّه أن يجد طريقه ليثبت على جدران العالم"، ممّا أوجد عندي حافزاً لتحقيق نبوءته.