يتناول هذا الكتاب موضوع الرواية التاريخية بوصفها نوعاً أدبياً في تطوّره وامتداداته الموضوعاتيّة والشّكليّة والأسلوبية، إضافة إلى وضع هذا النوع من الرواية في سياق التاريخ الواسع والمركّب للخطاب الروائيّ، وتحديد خصوصيته ومكوّناته المتجدّدة، والوقوف عند موضوعاته الرئيسية ورهاناته التخييليّة، بوصفه نوعاً أدبيّاً في البدء وفي المنتهى، فضلاً عن تقييم مكانته في الحقل الأدبي واستحضار الأنواع السردية القريبة. آثر الكتاب مقاربة إشكالات الرّواية التّاريخيّة الجديدة وقضاياها اعتماداً على منهجيّة في التّحليل تعطي الأولويّة للأدبيّ على التّاريخيّ، وللتخييليّ على المرجعيّ، على اعتبار أنّها تعبير فنّيّ قبل أن تكون حدثاً تاريخيّاً، وأنّها تخييلٌ وإبداعٌ وليست تاريخاً جديداً، أو استنساخاً لمكوّنات التّاريخ. ترتكز منهجيّة البحث، بالأساس، على التّحليل والتّأويل في بعدهما الهيرمينوطيقي، وعلى ما راكمته السّرديات الجديدة المفتوحة على التّأويل والنّظر إلى الظواهر في علائقها الظّاهرة والخفيّة، ولا سيّما السّرديّات المعاصرة في سياق إعادة قراءتها تراث أرسطو، لتتبّع وتفكيك خيوط مفاهيم المعلّم الأوّل، التي كانت في أساس الالتباس الذي سار من المحاكاة إلى التاريخ إلى الحبكة والمحكيّ والتخييل.