يعرِضُ هذا الكتاب بشكلٍ أساسيٍّ المصادرَ القديمةَ التي استقَتْ منها الأغنيةُ الإماراتيةُ عناصرَها الموسيقيةَ والأدائية، كما يعرِضُ بشيءٍ من التفصيل بداياتِ الغناء الفرديّ المُحترَف، ومساراتِهِ الأولى لدى المُطربين الإماراتيين الأوائل، وتكوين ما عُرفَ فيما بعد بالأغاني الإماراتية، وما اتّسمت بهِ من طوابعَ خاصةٍ بها، بما يُجيبُ بقدرٍ ما عن جزءٍ كبيرٍ من الأسئلة الإناسيّة (الأنثروبولوجية) المتعلقة بالتطوّر الموسيقيّ والغنائيّ لإنسان أرض الإمارات في القرن العشرين، وهو اختصاصٌ نَدَرَ الخوضُ فيه، وذلك كلّهُ من أجل أن نُقدِّرَ فنّانينا بما يستحقون، ولكي لا نَنساهم، وكنتُ أخشى -وما زلت- أن يَمضيَ الزمنُ دون أن نذكرَ فضلَهم الفنيَّ والأدبيّ، وأنْ يتحقّقَ ما ذكرَهُ بولس أنطون مطر في كتابه (خليج الأغاني) من أن الخليجَ هو "أرضُ نسيان القدماء".