حاولتُ في هذه السردية، التي عملتُ قدر الإمكان على ألّا تكون سيرة ذاتية بحتة، أن أذكر أهم المحطات التي مررت بها في حياتي، والتي لها علاقة بمسيرة الإعلام والثقافة في بلدي، وأرجو أن أكون قد وُفّقت في سردها بشكل يحقق الفائدة منها. لا أدّعي أنني شملت كل المحطات، ولكن أهمها. هناك محطات تركت الحديث عنها لوقت آخر، وهناك مواقف وأحداث، كنت شاهداً عليها، لم أستطع إيرادها لأن الحديث عنها يبدو صعباً وشائكاً. أتمنى أن أكون قد قدمت من خلال رحلتي هذه بين الإعلام والثقافة ما يمكن أن يكون مفيدا لهذا الجيل، الذي يصفه البعض بأنه مولود وفي فمه ملعقة من ذهب، تماماً كما كان الجيل الذي قبل جيلي يصف جيلنا، وللأجيال المقبلة التي لا نعرف كيف ستكون ظروف حياتها، فلكل جيل نظرته إلى الحياة وخيالاته، وتطلعاته، وأحلامه، ورؤاه. وما زال الشغف... فلا معنى للحياة إذا غاب عنها الشغف.